[SIZE="4"]
[SIZE="3"]رجال صنعوا تاريخاً
الملك فيصل رحمه الله
أصغر دبلوماسي في العالم
قال عنه تشرشل: هو وزير خارجية العالم
انتزع اعتراف العالم بالمملكة
المدافع عن الحق العربي في جميع المحافل الدولية[/SIZE]
صحيفة الخليج - محمد عبدالله الطيار - الرياض : هو القائل في الاجتماع التأسيسي لهيئة الأمم المتحدة : إن مبادئ السلم والعدالة والحق هي المبادئ التي تتمسك بها المملكة لأنها نابعة من الدين الحنيف الذي تعتبره دستورا لها، وأضاف: "إن هذا الميثاق لا يدل على الكمال، كما كانت تتوقع الأمم الفقيرة التي كانت تأمل أن يحقق المثل العليا، على أنه كان خطوة كبيرة إليها، وسنعمل كلنا للمحافظة عليه، وسيكون الأساس المتين الذي يبنى عليه صرح السلام العالمي".
المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز واحد من عظماء التاريخ الذين حفروا بسجل أعمالهم المجيدة تاريخاً تتدارسه الأمم على مر العصور.
أرسله والده المؤسس المغفور له الملك عبد العزيز على رأس وفد دبلوماسي وهو ابن الثالثة عشرة من عمره، فقابل ملك انجلترا جورج الخامس في عام 1919م بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى مهنئاً بالانتصار، وطاف بلدان العالم في أطول رحلة دبلوماسية استمرت ستة أشهر قابل خلالها زعماء العالم.
وقد أثبت مقدرة وكفاءة منقطعة النظير، وقد عهد إليه والده أيضا بمفاوضة بريطانيا في عقد معاهدة جدة، الذي استطاع خلالها أن ينتزع اعتراف بريطانيا باستقلال المملكة، وقد جاء في المادة الأولى من اتفاقية جدة التي أبرمت في 18 /11/ 1345هـالموافق 20 /5/ 1927م : "يعترف صاحب الجلالة البريطانية بالاستقلال التام المطلق لحضرة صاحب الجلالة الملك عبد العزيز".
وزير الخارجية الأمريكي هنري كسينجر يلتقى بالملك فيصل في جدّه حينما اوقف البترول عن الغرب • موقفه في حرب أكتوبر
وفي حرب أكتوبر 1973م , وبعد أن عبرت القوات المصرية خط بارليف وأيضا تقدمت القوات السورية نحو الجولان , بدأ الملك فيصل رحمه الله تعالى حربه الدبلوماسية وهدد الغرب ومعها الولايات المتحدة الأمريكية بأن أي مساعدة لإسرائيل سوف يمنع تدفق البترول للغرب .
وعندما أقامت الولايات المتحدة الأمريكية جسرا جويا لإمداد إسرائيل بالسلاح تعويضا لما دمر في الحرب قام الملك فيصل بإيقاف تدفق البترول للغرب وجن جنون العالم، ولعل ابلغ شيء هو ما تناقلته صحف العالم من صورة رئيس وزراء بلجيكا وهو يقود دراجته ( السيكل ) متجهاً إلى مقر رئاسة الوزراء طالبا أفراد شعبه أن يتحلوا بالصبر , وان يقتدوا به إزاء الأمر الراهن أما في الولايات المتحدة الأمريكية فخرجت المظاهرات مما حدا بالرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون أن يقوم بزيارة عاجلة إلى منطقة الشرق الأوسط قاصداّ المملكة العربية السعودية كأول رئيس أمريكي يزور هذه المنطقة وفي ذروة الحرب الباردة، استقبله الملك فيصل في مطار جدة .
وفي الاجتماع المغلق بين الزعيمين كان الملك فيصل طلب أن يُوضع إناء وبه لبن وآخر بالتمر وعند دخولهما مقر الاجتماع ؛ قال له الملك فيصل لقد عاش آبائي وأجدادي على هذا الذي أمامك وأيضا كان شعبي ولا أمانع من العودة إليه ؛ فرد الرئيس الأمريكي ألا تخشى من تجميد الأموال التي في بنوكنا ؟
فرد عليه لك ما تشاء ولكن ما هو رأى شعب الولايات المتحدة الأمريكية وأيضا حلفائكم ؟ وقال أيضاً: لقد نشأنا تحت الخيام , ونحن مستعدون للعودة إلى ظلالها, ولئن نخسر البترول خير لنا من أن نخسر الشرف .
انتهى الاجتماع على أن تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على إيقاف تزويد إسرائيل بالسلاح وان توقف الحرب فوراّ، واستمر توقف البترول عن الغرب وزادت أسعاره أضعافاً مضاعفة، ومنذ ذلك الوقت والى الآن أصبحت المملكة العربية السعودية ذات هيبة ومكانة عالمية ويضرب لموقفها ألف حساب .
الملك فيصل في فلسطين صور للجيش السعودي في فلسطين • موقفه من القضية الفلسطينية
قال ديجول الرئيس الفرنسي في لقائه مع الملك فيصل في فرنسا: يتحدث النّاس أنكّم يا جلالة الملك تريدون أن تقذفوا بإسرائيل إلى البحر، وإسرائيل هذه أصبحت أمراً واقعاً، ولا يقبل أحدٌ في العالم رفع هذا الأمر الواقع.
أجاب الملك فيصل: يا فخامة الرئيس، أنا أستغرب كلامك هذا، إن هتلر احتل باريس، وأصبح احتلاله أمراً واقعاً، وكل فرنسا استسلمت إلاّ (أنت) انسحبت مع الجيش الانجليزي، وبقيت تعمل لمقاومة الأمر الواقع حتى تغلبت عليه؛ فلا أنت رضخت للأمر الواقع، ولا شعبك رضخ؛ فأنا أستغرب منك الآن أن تطلب مني أن أرضى بالأمر الواقع، والويل يا فخامة الرئيس للضعيف إذا احتله القوي!! وراح يطالب بالقاعدة الذهبية للجنرال ديجول أن الاحتلال إذا أصبح واقعاً فقد أصبح مشروعاً.
الملك فيصل يتحدث مع الرئيس الفرنسي شارل ديجول في قصر الاليزيه ثم استأنف ديجول: يا جلالة الملك، يقول اليهود إن فلسطين وطنهم الأصلي وجدهم الأعلى إسرائيل ولد هناك.
أجاب الملك فيصل: فخامة الرئيس، أنا معجب بك لأنك متدين مؤمن بدينك، وأنت بلا شك تقرأ الكتاب المقدس، أما قرأت أن اليهود جاءوا من مصر غـزاة فاتحيـن، حرقوا المدن وقتلوا الرجال والنساء والأطفال، فكيف تقول إن فلسطين بلدهم، وهي للكنعانيين العرب، واليهود مستعمرون، وأنت تريد أن تعيد الاستعمار الذي حققته إسرائيل منذ أربعة آلاف سنة، فلماذا لا تعيد استعمار روما لفرنسا الذي كان قبل ثلاثة آلاف سنة فقط، أنصلح خريطة العالم لمصلحة اليهود، ولا نصلحها لمصلحة روما؟ ونحن العرب أمضينا مائتي سنة في جنوب فرنسا، في حين لم يمكث اليهود في فلسطين سوى سبعين سنة ثم نفوا بعدها.
قال ديجول: ولكنهم يقولون إن أباهم ولد فيها.
قال الملك فيصل : غريب، عندك الآن مائة وخمسون سفارة في باريس، وأكثر السفراء يلد لهم أطفال في باريس، فلو صار هؤلاء الأطفال رؤساء دول وجاءوا يطالبونك بحق الولادة في باريس، فمسكينة باريس، لا أدري لمن ســـتكون؟
سكت ديجول، ثم قال: الآن فهمت القضية الفلسطينية، أوقفوا السـلاح المصدر لإسرائيل، وكانت إسرائيل يومها تحارب بأسلحة فرنسية وليس أمريكية.
[/SIZE]